السباحة من أكثر أنواع التمارين الرياضية انتعاشًا ومتعة. فهي تُحسّن صحة القلب، وتُقوّي العضلات، وتُساعدك على الاسترخاء، وتمنحك شعورًا بانعدام الوزن، وهو شعورٌ ممتعٌ ومريح. لكن بالنسبة للبعض، لا يزول هذا الشعور دائمًا بعد مغادرة المسبح. يُعدّ الشعور بالدوار بعد السباحة أمرًا شائعًا بشكل مُفاجئ، وقد يكون مُزعجًا أو حتى مُخيفًا إذا لم تكن على درايةٍ بما يحدث. لحسن الحظ، هناك تفسيراتٌ بسيطة وحلولٌ لطيفة يُمكن أن تُساعدك على إدارة هذه التجربة أو الوقاية منها. في هذه المقالة، سنستكشف سبب حدوث الدوار بعد السباحة، ومدة استمراره عادةً، والأهم من ذلك، ما يُمكنك فعله لإيقافه.
فهم الدوار بعد السباحة
لنبدأ بفهم ما يحدث لجسمك عندما تشعر بالدوار بعد السباحة. يُمكن أن يكون الدوار على شكل دوار، أو دوران، أو تمايل، أو حتى كأنك لا تزال طافيًا وأنت واقف على أرضٍ صلبة. قد يحدث هذا الشعور فورًا بعد الخروج من الماء، أو قد يبدأ بعد ساعات أو حتى أيام.
الدوخة بعد السباحة
يصف بعض الأشخاص شعورًا بالدوران، بينما يشعر آخرون بعدم الثبات على أقدامهم. قد يكون هذا الشعور خفيفًا ويزول بسرعة، أو في حالات نادرة، قد يستمر لبضعة أيام.
الأسباب الشائعة للدوار بعد السباحة
هناك عدد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالدوار بعد السباحة. فهم الأسباب المحتملة هو الخطوة الأولى لفهم كيفية علاجه.
اضطراب الأذن الداخلية
من أكثر الأسباب شيوعًا دخول الماء إلى أذنك وتأثره بها، والتي تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على توازنك. الأذن الداخلية مليئة بقنوات دقيقة وأجهزة استشعار تستشعر وضعية جسمك وحركته.
إذا انحبس الماء، وخاصةً الماء البارد، في الداخل، فقد يؤدي ذلك إلى تشويش الإشارات المرسلة إلى دماغك، مما يؤدي إلى فقدان مؤقت للتوازن أو الشعور بالدوار.
التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة
الغطس في الماء البارد مباشرة بعد الاستمتاع بالدفء أو أشعة الشمس المباشرة قد يُسبب صدمةً في جسمك ويسبب رد فعلٍ مفاجئًا.
أسباب الدوخة بعد السباحة
هذا التغير المفاجئ في درجة الحرارة قد يؤثر على تدفق الدم والدورة الدموية، مما قد يُسبب الدوار أحيانًا. يحدث الشيء نفسه عند الخروج من حمام سباحة ساخن إلى هواء بارد.
الإجهاد المفرط
تستخدم السباحة كل عضلة في جسمك تقريبًا. إذا بذلت جهدًا زائدًا، خاصةً دون شرب كمية كافية من الماء أو الطعام، فقد ينخفض مستوى السكر في الدم أو ضغط الدم، وكلاهما قد يؤدي إلى الدوار أو الإغماء.
حبس النفس لفترة طويلة
يميل العديد من السباحين إلى البقاء دون تنفس لفترات طويلة، خاصةً أثناء السباحة تحت الماء أو أثناء السباقات. هذا قد يُقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الدوار لاحقًا.
دخول الماء إلى قناة الأذن
حتى لو لم يصل الماء إلى أذنك الداخلية، فإن الماء المحبوس في قناة الأذن الخارجية قد يُسبب شعورًا بالضغط أو عدم التوازن. هذا أكثر شيوعًا بعد السباحة في البحيرات أو المحيطات، حيث يمكن أن تحمل المياه جزيئات صغيرة تلتصق بقناة الأذن.
هل يمكن أن تسبب السباحة الدوار؟
نعم، يمكن أن تسبب السباحة الدوار في بعض الحالات، خاصةً إذا دخل الماء البارد إلى قناة الأذن وأحدث خللًا في الأذن الداخلية. عادةً لا يستمر هذا النوع من الدوار طويلًا، ولكنه قد يكون مُربكًا أثناء حدوثه.
الشعور بالدوار بعد السباحة
الأشخاص الذين يعانون بالفعل من دوار الحركة أو مشاكل في الأذن الداخلية هم أكثر عرضة للإصابة به.
إذا كانت الدوارة بعد السباحة مشكلة متكررة لديك، فمن الأفضل استشارة طبيبك، فقد تكون هناك حالة كامنة مثل الدوار الوضعي الانتيابي الحميد (BPPV) أو أذن السباح.
كم من الوقت يستمر الدوار بعد السباحة؟
في معظم الحالات، يستمر الدوار بعد السباحة من بضع دقائق إلى ساعة فقط. بالنسبة للآخرين، قد يستمر لبضع ساعات. في حالات نادرة، قد يعاني الأشخاص من أعراض ليوم أو يومين.
إذا كنت تتساءل عن مدة استمرار الدوار بعد السباحة، فالإجابة تختلف باختلاف السبب. إذا كان بسبب وجود ماء في الأذن، فعادةً ما يتحسن بعد تصريف الماء.
إذا كان مرتبطًا بالنشاط البدني أو الجفاف، فإن الراحة وشرب السوائل يمكن أن يساعدا في تخفيفه بشكل أسرع. ولكن إذا شعرت بالدوار لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام بعد السباحة، فهذه علامة على ضرورة مراجعة الطبيب. قد يكون هذا علامة على التهاب في الأذن الداخلية أو مشكلة طبية أخرى.
لماذا ما زلت أشعر وكأنني أطفو بعد السباحة؟
هل سبق لك أن خرجت من المسبح وما زلت تشعر وكأن جسمك يتأرجح صعودًا وهبوطًا؟ هذا إحساس شائع يُعرف باسم “السقوط اللاحق” أو “الطفو المتبقي”.
الطفو بعد السباحة
يعتاد جسمك على إحساس التواجد في الماء، ويستغرق بعض الوقت للتكيف مع الجاذبية والأرض الصلبة. قد يفسر هذا سبب استمرار شعورك بأنك تطفو بعد السباحة.
تحتاج عضلاتك ومفاصلك ودماغك إلى إعادة التزامن، وقد يستغرق هذا بضع دقائق. عادةً ما يكون هذا الشعور لا يدعو للقلق، وغالبًا ما يزول مع مرور الوقت. المشي ببطء، أو القيام بتمارين تمدد خفيفة، أو الجلوس، كلها أمور تساعد جسمك على استعادة توازنه.
كيفية التخلص من الدوار بعد السباحة؟
الآن، لنبدأ: ما الذي يمكنك فعله للتخلص من الدوار بعد السباحة؟ لحسن الحظ، معظم الحلول سهلة ولا تتطلب أدوية.
جفف أذنيك برفق
استخدم منشفة ناعمة أو بضع قطرات من الكحول المحمر أو قطرات تجفيف الأذن التي تُصرف دون وصفة طبية لإزالة أي ماء محصور في أذنيك.
لا تدفع أي شيء، مثل عود القطن، بعمق شديد في قناة أذنك، فقد يُسبب ذلك تلفًا أو يدفع المزيد من الماء إلى الداخل. يمكنك أيضًا إمالة رأسك إلى جانب واحد والقفز ببطء على قدم واحدة للمساعدة في تصريف الماء.
يجد بعض الناس أن استخدام مجفف الشعر على أقل درجة حرارة وعلى بُعد بضع بوصات يساعد على تبخير الماء المحبوس.
حافظ على رطوبة جسمك
اشرب الكثير من الماء قبل وبعد السباحة. يمكن أن يُسبب الجفاف الدوار، خاصةً بعد النشاط البدني مثل السباحة.
الحفاظ على رطوبة الجسم بعد السباحة
تناول وجبة خفيفة قبل السباحة يُساعد أيضًا في الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
تحرك ببطء بعد السباحة
بعد الانتهاء من السباحة، لا تتسرع بالخروج من الماء. الحركات المفاجئة، وخاصةً الوقوف بسرعة، قد تُسبب انخفاض ضغط الدم. تحرك ببطء، وتنفس بعمق، وامنح جسمك وقتًا للتكيف.
تجنب السباحة وأنت مريض
إذا كنت تعاني من نزلة برد أو حساسية أو احتقان في الجيوب الأنفية، فقد تكون أذناك حساستين أو مسدودتين. السباحة وأنت مريض قد تزيد من احتمالية شعورك بالدوار أو الدوخة. انتظر حتى تشعر بتحسن قبل العودة إلى المسبح.
استخدم سدادات الأذن
إذا كنت تعاني من دخول الماء في أذنيك باستمرار، فارتدِ سدادات أذن مقاومة للماء أثناء السباحة. هذا يُساعد في الحفاظ على جفاف أذنيك ويقلل من خطر مشاكل التوازن.
مارس تقنيات التنفس
حاول الحفاظ على تنفس منتظم أثناء السباحة بدلاً من حبس أنفاسك لفترة طويلة. بدلاً من ذلك، ركز على التنفس المنتظم والمنتظم. هذا سيحافظ على توازن مستويات الأكسجين في جسمك ويمنع الدوار.
التنفس أثناء السباحة
خذ فترات راحة
إذا كنت تسبح لفترة طويلة، فتأكد من أخذ فترات راحة كل ٢٠ إلى ٣٠ دقيقة. اجلس على حافة المسبح أو تمشَّ حوله لمنح جسمك قسطًا من الراحة.
أيام الدوار بعد السباحة
تختفي معظم أعراض الدوار بسرعة، ولكن في حالات نادرة، قد يعاني البعض من الدوار لبضعة أيام بعد السباحة. إذا حدث لك هذا، فقد يكون بسبب مشكلة في الأذن الداخلية ناجمة عن التعرض للماء أو تفاقمت بسببه.
يمكن أن تسبب حالات مثل أذن السباح (التهاب قناة الأذن) أو التهاب العصب الدهليزي (التهاب عصب التوازن) دوخة طويلة الأمد أو إحساسًا بالدوران.
إذا شعرت بفقدان التوازن أو الدوار لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام بعد التواجد في الماء، فمن المهم جدًا مراجعة الطبيب.
يمكن للطبيب فحص أذنيك وإجراء اختبارات توازن بسيطة، ووصف العلاج إذا لزم الأمر. في بعض الأحيان، تكفي دورة قصيرة من الأدوية أو العلاج الطبيعي للأذن الداخلية لحل المشكلة.
كلمة أخيرة
الدوخة بعد السباحة أكثر شيوعًا مما يظن الكثيرون. قد يكون سببها دخول الماء إلى الأذنين، أو تغيرات في درجة حرارة الجسم، أو الإجهاد المفرط، أو ببساطة محاولة الجسم التكيف مع اليابسة. والخبر السار هو أن معظم الحالات غير ضارة وتزول من تلقاء نفسها. ومع ذلك، فإن معرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله يمكن أن يساعدك على تجنب هذا الشعور بالارتعاش وعدم الثبات تمامًا. يجب أن تكون السباحة تجربة مريحة وصحية. مع القليل من العناية والاهتمام، يمكنك ضمان بقائها على هذا النحو.