وفقًا للدراسات، يُعاني حوالي 8% من سكان العالم من فقدان السمع الحسي العصبي أو ضعف السمع. تتفاوت شدّة هذه الحالة. قد يكون خفيفًا جدًا لدى بعض الأشخاص، بينما قد يكون عميقًا لدى آخرين، وقد يشمل طنينًا مستمرًا في الأذنين. يحدث فقدان السمع المفاجئ، المعروف أيضًا بفقدان السمع المفاجئ، لأسباب عديدة ومختلفة. قد يستيقظ الشخص المصاب بهذه الحالة صباحًا ليُدرك فجأةً أنه لا يسمع جيدًا، أو في بعض الحالات، قد يُصاب بالصمم التام دون أي علامات تحذيرية. أفضل علاج في هذه الحالة هو زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة في أسرع وقت ممكن. إذا تُرك فقدان السمع دون علاج، فقد يصبح دائمًا.
في هذه المقالة، سنشرح بالتفصيل أسباب وأعراض وخيارات علاج فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ (SSHL). يُرجى القراءة حتى النهاية للحصول على جميع المعلومات المفيدة.
أعراض فقدان السمع المفاجئ
فقدان السمع المفاجئ ليس حالة تتطور تدريجيًا مع مرور الوقت. فالشخص الذي كان يتمتع بسمع طبيعي في اليوم السابق قد يستيقظ في صباح اليوم التالي ويدرك فجأةً أن هناك خطبًا ما.
أعراض فقدان السمع المفاجئ
غالبًا ما يظهر فقدان السمع المفاجئ من خلال أعراض مثل:
- صعوبة في متابعة المحادثات الجماعية
- عدم سماع الكلام بوضوح
- عدم القدرة على سماع الأصوات الخلفية
- صعوبة في سماع الأصوات عالية النبرة (الترددات العالية)
- الشعور بالدوار أو الدوار
- مشاكل في التوازن
- رنين أو طنين في الأذن
ما هو السبب الأكثر شيوعًا لفقدان السمع؟
يعتقد الكثيرون خطأً أن فقدان السمع المفاجئ ناتج عن التقدم في السن. ومع ذلك، لا تقتصر هذه الحالة على كبار السن، بل يمكن أن تصيب أي شخص، بغض النظر عن عمره.
وفقًا للدراسات، فإن السبب الأكثر شيوعًا لفقدان السمع المفاجئ هو العدوى الفيروسية. عندما يصاب الشخص بفيروس، فقد يُسبب تلفًا خطيرًا في العصب السمعي أو الأذن الداخلية، مما قد يؤدي إلى فقدان السمع المفاجئ.
قد تحدث هذه الحالة دون سابق إنذار، وقد يفقد الشخص معظم أو كل سمعه بسرعة كبيرة. ببساطة، قد يُشبه فقدان السمع المفاجئ السكتة الدماغية، ولكنه يُصيب أعصاب السمع بدلًا من الدماغ. قد يُشارك بعض أعراض انسداد الأوعية الدموية أو السكتة الدماغية التقليدية، ولكنه يُصيب الجهاز السمعي تحديدًا.
ما الذي يُسبب فقدان السمع المفاجئ؟
يحدث فقدان السمع المفاجئ لأسباب عديدة. في بعض الأحيان، قد يُلحق فيروس أو عدوى الضرر بالأذن الداخلية مُؤديًا إلى فقدان سمع مفاجئ.
صمم مفاجئ في إحدى الأذنين
في حالات أخرى، قد يحدث بعد إصابة في الرأس، أو ضوضاء عالية، أو تغيرات مفاجئة في ضغط الهواء، كما هو الحال أثناء الطيران أو الغوص. قد تُلحق بعض الأدوية الضرر بالأذن وتُؤدي إلى فقدان السمع.
قد تُؤثر مشاكل الجهاز المناعي أو الدورة الدموية أيضًا على الأذن وتُسبب فقدان السمع المفاجئ. في كثير من الحالات، لا يزال السبب الدقيق وراء فقدان السمع مجهولًا.
أسباب فقدان السمع المفاجئ
هناك عدة عوامل مُختلفة قد تُؤدي إلى فقدان السمع المفاجئ أو فقدان السمع المفاجئ. من أهمها:
صدمات الرأس الشديدة
يمكن أن تؤدي الضربة القوية على الرأس، خاصةً عندما تُسبب كسرًا في الجمجمة أو إصابة دماغية خطيرة، إلى تلف القوقعة (عضو السمع في الأذن الداخلية) وفقدان السمع المفاجئ.
كسر حاجز الصوت أو تغيرات الضغط المفاجئة
يمكن أن تُسبب التغيرات السريعة والشديدة في ضغط الهواء، كما هو الحال أثناء السفر الجوي أو الغوص، حالة تُسمى الرضح الضغطي. يمكن أن تؤثر هذه الإصابة المرتبطة بالضغط على الأذنين والجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى ألم في الأذن وفقدان السمع وتلف الأذن الداخلية، وفي بعض الحالات، فقدان السمع المفاجئ.
تناول بعض الأدوية الضارة
تُعرف بعض الأدوية بالأدوية السامة للأذن. هذه الأدوية، التي تُستخدم غالبًا لعلاج الفشل الكلوي، يمكن أن تكون سامة للأذن وقد تؤدي إلى فقدان السمع.
أسباب فقدان السمع المفاجئ
العدوى الفيروسية
يمكن أن تؤدي بعض الفيروسات والعدوى إلى مشاكل في السمع أو صمم مفاجئ. من المعروف أن فيروسات مثل النكاف والحصبة تؤثر على الجهاز السمعي وتسبب فقدان السمع لدى بعض الأشخاص.
أمراض المناعة الذاتية
قد تُسبب الحالات التي تُضعف أو تُربك جهاز المناعة، مثل متلازمة كوغان أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية، تلف الأذن وفقدان السمع المفاجئ.
مشاكل الدورة الدموية
تؤثر بعض الأمراض المرتبطة بالدم، مثل داء والدنستروم، على قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم سليمة. يمكن أن تُقلل هذه المشاكل الوعائية من تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، مما يُؤدي إلى صمم مفاجئ.
أسباب محتملة أخرى
قد تُسهم الاختلالات الهرمونية، وأورام العصب السمعي، وبعض الأمراض التي تُصيب الأذن أيضًا في فقدان السمع المفاجئ.
علاج فقدان السمع المفاجئ
الخطوة الأولى في علاج فقدان السمع المفاجئ هي إجراء فحص دقيق للأجزاء الداخلية من الأذن بواسطة طبيب أنف وأذن وحنجرة. خلال هذا الفحص، يبحث الطبيب عن أي حالات قد تكون قد ألحقت الضرر بالأذن.
علاج فقدان السمع المفاجئ
بعد ذلك، تُجرى سلسلة من ثلاثة اختبارات سمع لقياس القدرة السمعية في كلتا الأذنين. إذا أظهرت الاختبارات فقدان السمع بمقدار 30 ديسيبل أو أكثر، فإن ذلك يعتبر علامة على فقدان السمع المفاجئ.
من طرق العلاج الشائعة لفقدان السمع المفاجئ:
الكورتيكوستيرويدات والكورتيزون
يُعد الكورتيكوستيرويد أحد العلاجات الرئيسية للصمم المفاجئ، ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو الحقن. في حال تشخيص الحالة وعلاجها مبكرًا، تكون فرص الشفاء أعلى بكثير.
الحقن في الأذن
بالإضافة إلى الأدوية الفموية، قد يستخدم الأطباء الكورتيكوستيرويدات القابلة للحقن. في هذه الطريقة، يُحقن الدواء في الأذن الوسطى باستخدام إبر شوكية طويلة، تُشبه تلك المستخدمة في التخدير الشوكي. يسمح هذا للدواء بالوصول إلى المنطقة المصابة بشكل مباشر.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص مسارات العصب السمعي. إذا بدأ العلاج خلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فهناك فرصة جيدة لرؤية تحسن خلال هذه الفترة.
فحص الرنين المغناطيسي للأذن
زراعة القوقعة
إذا لم تُجدِ أي من العلاجات الأخرى نفعًا ولم يستجب المريض للأدوية أو الحقن، فقد يُستخدم زرع القوقعة. عادةً ما يكون هذا الخيار الأخير، ويُؤخذ في الاعتبار عندما يصبح فقدان السمع دائمًا.
هل يُعدّ فقدان السمع المفاجئ في أذن واحدة خطيرًا؟
نعم، قد يكون فقدان السمع المفاجئ في أذن واحدة خطيرًا ولا يجب تجاهله. فرغم أنه يؤثر على أذن واحدة فقط، إلا أنه قد يُصعّب فهم الكلام، خاصةً في الأماكن الصاخبة، وقد يؤثر على التوازن والحياة اليومية. كما قد يكون علامة على مشكلة أعمق، مثل العدوى، أو تلف الأعصاب، أو مشكلة في تدفق الدم.
إذا لم يُعالج بسرعة، فقد يصبح فقدان السمع دائمًا. لذلك، من المهم جدًا مراجعة الطبيب فورًا إذا فقدت السمع فجأة في إحدى أذنيك.
هل فقدان السمع المفاجئ قابل للعكس؟
يمكن أحيانًا عكس فقدان السمع المفاجئ، خاصةً إذا عولج مبكرًا. يستعيد العديد من الأشخاص الذين يحصلون على المساعدة خلال الأيام أو الأسابيع القليلة الأولى سمعهم كليًا أو جزئيًا.
غالبًا ما يستخدم الأطباء دواءً كورتيكوستيرويديًا لتقليل التورم وتحسين السمع. ومع ذلك، إذا تأخر العلاج لفترة طويلة، تقلّ فرص الشفاء التام. لذلك، من المهم مراجعة الطبيب فور ظهور أي مشكلة في السمع.
كلمة أخيرة
فقدان السمع المفاجئ حالة طبية طارئة يفقد فيها الشخص سمعه تدريجيًا أو مفاجئًا على مدى يومين أو ثلاثة أيام. يمكن أن يكون لهذه المشكلة تأثير خطير على الحياة اليومية والصحة العامة. على الرغم من أن السبب الدقيق غالبًا ما يكون غير معروف، إلا أن اتباع نمط حياة صحي قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الحالة. تشمل بعض العلامات الشائعة لفقدان السمع المفاجئ سماع رنين أو صفير مستمر في الأذن، والدوار، وصعوبة السمع في الأماكن الصاخبة، وعدم وضوح أو اختفاء كلام الآخرين.
يكمن مفتاح العلاج الناجح في التشخيص المبكر والتدخل السريع. إذا مر أكثر من شهر دون علاج مناسب، فإن فرص الشفاء تنخفض بشكل كبير. نظرًا للآثار الخطيرة للصمم المفاجئ، من المهم زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة فورًا عند ملاحظة أي من هذه الأعراض. كلما بدأ العلاج مبكرًا، كانت النتيجة أفضل.